العام الفائت اتهم المحلل الفرنسي ميشيل شنايدر وزير الداخلية نيكولا ساركوزي مرشح الأغلبية بالتعبير عن "اللوبي اليهودي الفرنسي المؤيد لإسرائيل واللوبي المحافظ الأميركي".وأضاف أن ارتباط ساركوزي بمصالح اللوبي اليهودي الفرنسي المؤيد لإسرائيل واللوبي المحافظ الأميركي من شأنه أن يضر بمصالح فرنسا والفرنسيين.
وذكّر المحلل السياسي الفرنسي بزيارة قام بها كل من وزير الأمن العام غيوديون عيزرا والمفوض الأعلى للشرطة الإسرائيلية موشى كارادى إلى فرنسا خريف عام 2005، فقد جاءت بدعوة من ساركوزي. ودعا شنايدر إلى استخلاص دلالات مثل هذه الدعوة في ظل السمعة غير الطيبة للشرطة الإسرائيلية.
وكشف الرجل الذي يوصف بالمعارض الأول لساركوزي عن علاقة تربط الأخير بأرنو كلارسفيلد الذي يحمل الجنسية الفرنسية والإسرائيلية على السواء، وأشار إلى أن كلارسفيلد الذي خدم عاما كاملا بحرس الحدود الإسرائيلي يعد أحد المفضلين لدى "منظمة الدفاع اليهودية" التي تعمل بحرية في فرنسا رغم حظرها بالولايات المتحدة وحتى بإسرائيل.
وتساءل شنايدر عن السبب في عدم قيام وزارة الداخلية بحظر هذه المنظمة، وتوفير الحماية للعشرات من المواطنين الفرنسيين من الاعتداءات التي يتعرضون لها.
لكن مستجدات الأحداث اليوم توصلنا إلى منزلق أكثر خطورة حيث ذكرت صحيفة اللوفيغارو يوم الجمعة أن الشرطة القضائية في فرنسا تحقق في رسالة إلكترونية أرسلت، في آذار الماضي، إلى مئة من كبار المسؤولين في الشرطة، تؤكد أن الرئيس نيكولا ساركوزي كان عميلاً لدى جهاز «الموساد» الإسرائيلي.
وتحت عنوان «تغلغل الموساد في الاتحاد من اجل حركة شعبية (الحزب الفرنسي الحاكم). نيكولا ساركوزي: الرجل الرابع».
وبحسب الرسالة، أوصى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، في العام ,1978 رئيس الاركان الاسرائيلي الاسبق رافاييل ايتان، وكان «قائد التجسس الإسرائيلي» بحسب وصف «لوفيغارو»، بالتسلل إلى الحزب الديغولي، ليجعله شريكاً لإسرائيل. واستطاع ايتان آنذاك استقطاب «ثلاثة مواطنين باتوا جاهزين للتعاون»، هم باتريك بالكاني، رئيساً لشبكة العمالة، وباتريك ديفيديان وبيار لولوش.
وفي العام ,1983 استقطب بلكاني «الشاب الواعد» نيكولا ساركوزي، ليصبح «رابع رجل (فرنسي في الموساد»، تلاه في العام 1990 «رجل خامس» هو مانويل ايزشليمان، وكان نائب رئيس بلدية اسنيار.
وأوضحت الرسالة أن هذا المقرّب من ساركوزي «كُلِّف بإقامة علاقات مع المسؤولين الإيرانيين في فرنسا»، وهو تأكيد يزيد من قوته أن اسنيار تعتبر أكثر المدن الفرنسية جذباً للجالية الإيرانية، بحسب الصحيفة.
يبدو صحيحاً أنه كما أعلن دوفيليبان أواخر العام الماضي أمام المؤتمر اليهودي العالمي المنعقد في باريس وقوف فرنسا "بحزم" إلى جانب إسرائيل وأنها "لن تساوم على أمنها".