كشف باحثون أن انبعاثات السفن التي تمخر بحار العالم قد تكون مسؤولة عن أكثر من 60 ألف وفاة سنويا بسبب أمراض القلب وسرطان الرئة.
وقال الباحثون في دراسة نشرتها مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا الصادرة عن الجمعية الكيميائية الأميركية إن شنغهاي وسنغافورة وهونغ كونغ –وهي من أكثر موانئ العالم ازدحاما بالسفن– قد تعاني آثارا متفاوتة من الانبعاثات ذات الصلة بالسفن.
وتوفر الدراسة التي أشرف عليها فريق من الباحثين بقيادة جيمس كوربيت من جامعة ديلاوير وجيمس واينبريك من معهد روشيستر للتكنولوجيا, بعض التقديرات الأولية عن معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن التعرض لأكاسيد النيتروجين والكبريت والذرات الدقيقة التي تحتوي عليها انبعاثات السفن العابرة للمحيطات.
ونسبت وكالة رويترز لجيمس كوربيت قوله إن انبعاثات الكبريت من السفن تمثل حوالي 8% من انبعاثات الكبريت الناجمة عن كل الوقود الأحفوري.
وتسير معظم السفن باستخدام زيت الوقود الثقيل وهو أرخص من نواتج التقطير لكنه أكثر تلويثا للبيئة.
وستبحث المنظمة الدولية للملاحة البحرية في اجتماعاتها هذا الأسبوع بيانات حول انبعاثات السفن وما إذا كان الأمر يقتضي وضع ضوابط لها أو التحول إلى استخدام أنواع أنظف من الوقود.
وتراوحت معدلات الوفاة المبكرة الناجمة عن مثل هذه الانبعاثات بين 19 ألف و64 ألف حالة عام 2000, وكانت أكثر المناطق معاناة من وطأتها هي سواحل وموانئ جنوب شرق آسيا والهند وأوروبا.
غير أن المناطق الداخلية من فرنسا عانت هي الأخرى من ارتفاع معدلات الوفاة المبكرة من جراء التيارات الهوائية والكثافة السكانية.
وحذرت الدراسة من أن حالات الوفاة المبكرة قد ترتفع بمعدل 40% في السنوات الخمس القادمة إذا لم توضع ضوابط لتلك الانبعاثات.
ويرى مراقبون من داخل صناعة الملاحة البحرية وخارجها أن ضوابط الانبعاثات الحالية التي سنتها المنظمة الدولية للملاحة البحرية كافية للحد من معدلات الكبريت التي تلفظها السفن وأن تشديد المعايير التي تطالب بها جماعات حماية البيئة وغيرها ستزيد من أعباء التكاليف على شركات الملاحة.